تعيش بني بوفراح ومعها باقي مناطق إقليم الحسيمة على واقع البؤس السياسي المغذي من ينابيع اللهث وراء المصالح الضيقة واندثار القيم الأخلاقية والوطنية، مما أفرز ظاهرة اللوبيات النفعية حربائية الألوان والتوجهات تحتكر الثروة وتستغل نفوذها السياسي والاقتصادي وتشتغل وفق المعايير المقياسية وتتمتع بالامتيازات، محدثة اختلالات على مستوى التوازنات المجتمعية والتعايش السلمي في ظل غياب للأدوار الضبطية” لأجهزة الدولة، وهو ما أدخل المنطقة في دوامة التنمية المؤجلة.
هذه التنمية التي كانت ولازالت مطلبا شعبيا أسمى؛ سيما المتعلقة منها بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية. حيث ما فتئت تخرج فئات متضررة للمطالبة بأبسط حقوقها.
وكان من بين هذه الفئات المهضومة الحقوق ببني بوفراح وعلى غرار باقي مناطق الإقليم والمملكة؛ حملة الشواهد والمعطلين القدماء. ونقصد بالمعطلين القدماء أولئك الذين تجاوزوا السن القانوني المسموح به لاجتياز مباريات الوظيفة العمومية. حيث خاض بعض هؤلاء معارك نضالية ووففات احتجاجية في محطات متفرقة وأمام المؤسسات الوصية مطالبين بحقهم المقدس والمتمثل في الشغل والعيش الكريم، حتى تمخضت عن نضالاتهم حوارات مع عامل الحسيمة، ما حذا بالرجل الأول في الإقليم إلى اتخاذ مبادرة إلحاقهم بالمؤسسات المحدثة في إطار مشاريع منارة المتوسط.
ومع الإنتهاء من أشغال بناء جناح ملحق بدار الشباب بالجماعة الترابية بني بوفراح، والتي اشرفت عليه المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة قطاع الشباب والرياضة، فقد تم التعاقد مع ثلاثة من المعطلين القدماء لشغل وظائف تأطيرية بهذا الفضاء الشبابي.
وحيث وأننا على بعد أيام قلائل عن نهاية الولاية الانتدابية للمجالس المنتخبة، واستعدادا لمعركة انتخابية مقبلة، ودفاعا عن قلعته، لم يكن ممكنا أن تمر مبادرة عامل الحسيمة في هذه الظرفية الحساسة دون أن تثير انتباه رئيس المجلس الإقليمي حتى يحاول استغلالها لتلميع صورته ومحاولة تقديم نفسه كوسيط في عملية تشغيل المعطلين القدماء، وذلك في زيارة رسمية بحر هذا الأسبوع، قام بها وفد عن عمالة إقليم الحسيمة ومندوبية الشبيبة والرياضة لدار الشباب بجماعة بني بوفراح لوضع اللمسات الأخيرة على هذه البنية الشبابية.
إذ لم يُفوت إسماعيل الرايس الفرصة وقدم شخصيا المعطلين القدماء الثلاثة للوفد في صفة موظفين، على اعتباره وسيطا في تشغيل هؤلاء، وذلك بحضور رئيس المجلس الجماعي.
