Echo24.ma
الدرويش / السياسة اخلاق وممارسة
نداء للأحزاب السياسية
أصداء 24/ الرباط: متابعة
جواباً عن سؤال صحفي للاخ أحمد علوة ضمن لقاء اطلنتيك الظهيرة الاثنين 5 مايو 2025 عن لحظة اعادة السيد عبد الالاه بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية وما أثاره من جدل بخصوص قضية ( تارة قبل غزة ) فكيف تقرأ عودته والجدل الذي رافق القضية الفلسطينية وتوصيفه الذي كان خشناً بعض الشيء بتوصيف بعض المغاربة توصيفًا غير مقبول؟.. قال الأكاديمي والفاعل السياسي والمدني الأستاذ محمد الدرويش “بخصوص إعادة انتخاب السيد عبد الإله بنكيران هو أمر داخلي ولا يمكنني إلا أن أهنئه على انتخابه أميناً عاماً لهذا الحزب وعلى الثقة التي حظي بها من طرف المؤتمرين والمؤتمرات ونهنئهم جميعاً على نجاح مؤتمرهم، أما ما جاء على لسان السيد عبد الإله بنكيران فإننا لم نكن أمام خطاب نقابي او سياسي يوم فاتح مايو الماضي بل كنا أمام خطبة فقيه له قدرة كبيرة على فن التواصل متدرب ويعرف كيف يوجه سهامه ويدرك مخاطر ما يقول ومعاني ما يصرح به، إننا لم نكن أمام خطاب سياسي رصين كما عهدنا ذلك في خطابات الوزراء الأولين من مثل المرحوم عبد الرحمان اليوسفي والسيد عباس الفاسي والسيد ادريس جطو مثلاً حيث كانوا ينزلون كل كلمة في محلها ويوزعون الإشارات بأياديهم وملامح وجوههم حسب ما يقتضيه مقام الخطاب ويبعثون بالرسائل لمن يعنيهم الأمر دون حاجة إلى ذكر اسمائهم أو صفاتهم أو أفعالهم، لن أسمح لنفسي بمناقشة ما قاله السيد بنكيران بخصوص قضايا حزبه الداخلية وبخصوص صراعاته مع مجموعة من السياسيين والإعلاميين، فالرأي العام – و أنا منه – يتابع ويقيم كل حسب موقعه ومستواه، لكن ما أعده نشازاً في كلام السيد عبد الإله بنكيران آمين عام العدالة والتنمية هو الجزء من خطبته الموجه للرئيس الفرنسي وللرئيس الأمريكي المقصود ماكرون وترامب، فقد كان السيد بنكيران مجانباً للصواب ومتعد على مجال السياسة الخارجية للمملكة المغربية والمكفولة بمنطوق دستورها إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وهذا في اعتقادي المتواضع عيب وعار على الرجل، وهو الذي يعلم – في اعتقادي – المجهودات المبذولة من قبل المؤسسة الملكية خصوصاً وجلالة الملك على وجه أخص والمؤسسات الدستورية كل حسب مسؤوليته وموقعه ومجال اختصاصه في بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والثقة بين الأطراف والمصالح المشتركة والدفاع عن الوطن جغرافيةً وتاريخاً واقتصاداً وتراثاً وثقافةً وغيرها. اعتقد أن هذا الشق بالخصوص آلمني وجعلني أقول إن الرجل فقد شيئاً من حكمته السابقة في توجيه سهامه، أما لمن وجه تلك الصفات والكلمات غير اللائقة في مجتمعنا فهو يعرفهم وهم يعرفونه ومع كل اسف نسجل باستياء عميق أن الخطابات السياسية اليوم في المغرب خصوصا بعد سنة 2011 لم تعد كما كانت وهذا نداء آخر موجه للأحزاب السياسية بأن ترفع من المستوى الأخلاقي في تدبير الاختلاف وتوجيه الانتقاد فالسياسة قبل وبعد كل شيء أخلاق في الممارسة وفي الكلام …”