Echo24.ma
فضيحة تمويل علاج زعيم البوليساريو بهوية مزورة تهز إسبانيا
أصداء 24/ الرباط: متابعة
أثارت قضية علاج إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، في إسبانيا تحت اسم مستعار جدلًا واسعًا، بعدما تبين أن علاجه في مستشفى سان بيدرو في لوغرونيو عام 2022 كلف 45,658 يورو، وهي فاتورة غير مدفوعة اعتُبرت عملية احتيال على خدمة الصحة في لاريوخا (SERIS).
بحسب ما كشفه “El Forum Canario Saharaui“، فإن هذه الفضيحة تعكس الطريقة التي يتم بها استغلال الأموال العامة الإسبانية لخدمة أجندات مشبوهة، في وقت تعاني فيه خدمة الصحة العامة في لاريوخا من تحديات مالية. كما أكدت المؤسسة أن هذا المبلغ يشكل سرقة مباشرة من جيوب دافعي الضرائب الإسبان، الذين يموّلون دون علمهم إقامة فاخرة وعلاجات طبية لشخصيات قيادية في جبهة البوليساريو، بينما يعيش سكان مخيمات تندوف في أوضاع مأساوية.
القضية وصلت إلى برلمان لاريوخا، حيث أثيرت تساؤلات جدية حول كيفية إدارة المساعدات المالية الموجهة إلى مخيمات تندوف، وسط مطالب بضرورة تعزيز الشفافية والمساءلة في هذا الملف. كما طُرحت تساؤلات حول التناقض الواضح بين معاناة اللاجئين الصحراويين في المخيمات وبين الامتيازات التي يتمتع بها زعماء الجبهة، الذين يستفيدون من موارد مالية ضخمة بطرق غير قانونية، سواء من خلال تحويل المساعدات الدولية أو عبر استغلال نفوذهم السياسي في أوروبا.
ويُعيد هذا الجدل تسليط الضوء على مسؤولية الطبقة السياسية الإسبانية، التي باتت تتجاهل الانتهاكات والفساد المالي الذي تمارسه جبهة البوليساريو، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بإعادة النظر في سياسة الدعم التي تتلقاها هذه الجماعة، والتي لا تخدم إلا قيادتها بدل السكان الصحراويين المحتجزين في المخيمات.
في ظل هذه المستجدات، يتجدد التأكيد على أن ملف البوليساريو مليء بالفساد والتلاعب بالمساعدات الإنسانية، وهو ما يعزز الموقف المغربي الداعي إلى حل النزاع وفق مبادرة الحكم الذاتي، التي تحظى بدعم دولي متزايد باعتبارها الحل الأكثر واقعية ومصداقية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. وبينما تواصل الجبهة استغلال الأموال العامة والتلاعب بالمعونات، تترسخ القناعة الدولية بأن الطرح المغربي هو المسار الوحيد القادر على إنهاء هذا النزاع المفتعل بشكل عادل ودائم.