Echo24.ma
” الحلال و الحرام ” خاطرة
أصداء 24/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
الأحد ١١ غشت ٢٠٢٤
خبرني عن الحلال، ما هو؟
و عن الحرام ، ما هو ؟
الحلال بين .. و هو الأصل في الأشياء..
هو كالعسل،
و الماء الزلال ،
هو المتعة و الذوق الرفيع ،
هو كل شيء جميل…
و الحرام…؟،
لا…،
لا ترجعني إلى حكمه و صفته.. فليس هذا هو المقصود ،
و لا هو وحده المعول عليه ،
لقد ظل الناس يتبعون كل شيء، عساه يدلهم على الحرام ليجتنبوه،
لكنهم لم ينتبهوا إلى كثير من الحرام , الذي لا يكسوه رداء الحرام، و لكنه مع ذلك حرام ، حرام
لا ينتبهون إليه، لأنه غير “مكتوب”بالحرف ، بأنه حرام
المهم عندهم أنه غير مسمى؟
لأضرب لك يا صاحبي مثلا:
كان في حومة حيكم ، أو بلساننا “دربكم” ، رجل ذو أبناء من زوجة أولى ، تزوج من أخرى ذات بنت من زواج سابق، و كان يدخن داخل الكوخ الذي خصصه للزوجة الجديدة و ابنتها ، و له و لأبنائه ، حتى لا تكاد ترى يدك إذا أخرجتها من شدة الدخان المنبعث من سيجارة casa المتعفنة!
كان يطفئ عقبها في أرض الكوخ حيث يتجمعون..،
و كان ينفث بقايا السيجارة من مقدمة فمه، كأنه حد سيف صدأ،
كان يدفع ما تبقى من السيجارة بطرف لسانه المعقوف محدثا صوتا يقترب من نطق الحرفين(تف)..؟
و لعل الملائكة ترد عليه ،
و تزيد في الحرفين ، حرفا ثالثا ليصبح النطق “تفو”!
على ما يفعله بالمرأة و ابنتها و أبنائه من الأولى .
خيبك الله من بع..ل”؛ !
نعم، متقطعة لا متصلة، لأنك تجسد الحرام الذي لم يأت له ذكر في كتب الفقه،
و لم يأت دفعه من الناس، و
لو من باب أضعف الإيمان .
قل لي يا صاحبي أيهما حرام؟؟
و هل هذا التعدي هين ؟
و أقل ضررا من شربة نبيذ من رجل سخي ، قد أقام لزوجته منزلا و أثاثا ، و أنعم عليهم من نعم الله الظاهرة و الباطنة؟
أترى الحرام في ارتشاف كأس ،أم في كومات ضباب من دخان منبعث من سيجارة “كازا” المتعفنة ،
و عرك عقب كل سيجارة بأرض الكوخ،
و دفع بقايا السجائر من فم ذلك اللعين مع ترجمة الحرام بصوت كصوت من يغشى المراحيض!!!
أعزك الله…الحرام سقط من هذا المشهد ، و ظل عالقا في الخمرة، ومرتبطا بالمعاشرة سرا ، و الخنزير و الصلاة بدون وضوء…!!
سأتلو عليك بلساني مرة أخرى صورة من الحرام الذي يسقط من مشاهد بعض القوم:
-‐أن صاحبي لم يجد ما يدفع به تأمين الدراسة ، و لا تغيير سرواله الأحمر الذي يلازم جنبيه و يستر عورته هذه مدة من سنة شمسية كاملة؟!
به ينام،
و به يخرج ليرى الشمس تضيء مشهد الحرام،
و لكن الناس عميان، لأن أبصارهم تراقب هلال رمضان؟؟
سأطوف بك حول ” الطانجوية” التي خرجت من بيت أهلها، هناك في طنجة، لتستقر عند أناس، إشتكى منهم الفقر مرارا ،
و لكن المحكمة ترد شكوى الفقر ، لأنه لا زالت الروح بداخل أجسادهم و لهذا كانت الشكوى سابقة لأوانها؟؟
دعني أنبؤك أن “الطنجوية” تزوجت بدون عقد، لأنها لا تتوفر على بطاقة تعريف وطنية..ثم إنها ماتت بمستشفى إبن رشد بالدار البيضاء ، فلم يدفنها أحد.. لأنها مجهولة؟؟؟؟
دعني أنبؤك عن سيدة تم اقتيادها إلى مركز من مراكز الأمن في سنوات الستينات بدعوى قتلها لأختها و استحوادها على بعض حليها، فاعترفت؟؟
إعترفت لتدفع عنها ثقل الصفع، ولكنها فشلت في تدبير إعادة و تمثيل الجريمة لأنها ليست قاتلة؟
المهم أنها قضت أياما.. وأياما.. فخرجت بداء الصرع… ثم عاشت معه إلى ماتت بداء انحسار الكلى؟؟
دعني أخبرك ، أن أحد الباحثين عن دريهمات العيش المرير ، تم منعه من الولوج إلى ميناء القوم ، لأنه طالب المانع بأجر عمل أسداه إليه..فصار ممنوعا من الدخول، لأن بعض القوم مقيدون بالقانون،
المانع من دخوله هو دون بائع السجائر بالتقسيط …؟؟
أه يا صاحبي..كم يسألون عن الحرام في كتب الحديث و الفقه…و يا ليتهم نظروا إلى الكوخ و صاحب السروال الأحمر و الطنجاوية و الممنوع من الصرف!!
لن تجد أحدا يرى في كل هذا حراما… مع أنه أقبح الحرام
سعيد الناوي غفران الله له و تجاوز عنه