Echo24.ma
يا أيها النبي؛ لم تبسمت لقول نملة حين قالت ” يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون” , أهو قدرتك على فهم منطق الطير و النمل و الدواب… أم هو قول النملة الذي لم يرتفع من نملة تسمي النبي دون وصف!!؟
تبسمت و أنت تستطيع هدم أسنانها إن كانت لها أسنان و تقليب أمعاء أخواتها و فصيلتها و من معها من ٱل النمل و أصهارهم ؟!
تبسمت لقول و القول لنملة، !
و قال الناس أنك تتعجب لقوة الضعيف يدافع عن ضعفه إذا نطق ،و قالوا أنك ابتغيت التخفيف و تواضعت لضعيف في حق الخلق و شكرت النعمة في خضوع للخالق…
وعندي أنك تبسمت لأنها لم تعل من صفاتك ، فنادت بالإسم دون الصفات و الكنية دون النياشين و لو علمت النملة أنك تعلم منطق النمل لقالت يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم النبي و جنوده و هم لا يشعرون!!
لقد تبسمت من القول ، و النمل لا يعلم كيف يرقق القول أو يحبر الكلم، و لو قالها غيرها لكان التبسم مصدر ماض منقوص في منطق القوي مع الضعيف
يا أيها النبي… قد تكرر القول مع الهدهد و قد تحدى بعلم عنده لا تملك منه شيئا فجاءك بنبأ و قبلت، و نفخ قلنسوته و دفع بعلم
و هو هدهد لا يرتفع، و هدهد دون أن يزيد
ليس مهما أن تكون النملة غير هدهد و لا الهدهد نملة ، فبينهما فرق الأرضين و السموات و لكنهما ضعاف لا يتكلفان فيسقطان الصفة و يدعيان أمام النبي و لكنه لا يضجر من هدهد الخلاء الكريم ،و لا ينكر على نملة الوادي الناصحة، فأجاز الأول و تبسم للأخرى، و صدق و رجع و تاب ،و فاء و أناب و غفر و تجاوز و سمح و قبل من الضعفاء
فعسانا نملة؛ فيتجاوز الناس عنه
أو هدهدا يعفون عنه
و ما في الفم إلا ما ليس للنمل ،
و ما فيه إلا ما لا يملك الهدهد…
فلله در من لم يكن سليمانا ،
و لله در من لم يكن حظه هدهدا او نملة و لا أقرب منهما حظا وحرمة وسعدا بمن هو أقرب إذا قال، و صدق
فإذا جاءكم من هو أقرب إلى النمل، فعنه تجاوزوا ، و إذا قال من هو أقرب إلى الهدهد فمنه اقبلوا وعنه اغفروا وقاربوا وسددوا واصفحوا واعفوا وتكرموا وتبسموا…
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه