Echo24.ma
26 فبراير 2022
يحكي صديقي أن غزلان مدلكة ،
و حلاقة نساء ممن يصارعن شظف الحياة و قد انتصرن نسبيا على إكراهات المعيش القاتل.
ثم ألفت نفسها مدلكة رسمية لأحد أبناء العلية و من الإبن إلى أبيه ثم صارت زوجة أبيه لأنها مدلكة محترفة!
و ما هو الضرر أن تتزوج المدلكة ولو من الأب ؟
أ عندك إشكال أن تتلافح الطبقات الاجتماعية فينزل من كان فوق إلى من كان أدنى، ثم “تتقربل” فتنقلب الطبقات و تتزوج الطبقات بالطبقات و يلج الشيء في الشيء فيخرج منها métisse !
أنا لا مانع لدي من زواج البلاشفة مع البورجوازية، أو مع بورجوازية الفلاحين، أو مع الأغنياء الجدد.
فلولا أن هنالك ما يجدب و يعجب في هؤلاء البلاشفة ، ما تزوجوا أو تزوجن من البورجوازية، فالعملية كلها نفع و انتفاع و تدليك و تلاقح و “جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا”
وهل تستخفف أنت بالفلاشة؟
أم تستخف بالتدليك؟
لولا” التدليك “لما بلغت الطماطم ما بلغت و هي في ازدياد و ازدياد ولا تنتظر رمضان و لا الشهر الحرام و لا الهدي معقوفا و لا ما فعله التدليك و لا ما حرمته الطبقة العليا على نفسها من أن تحن و تنظر بعين رحمة آلله إلى المحرومين من رحمة آلله في الدنيا… عفوا.. انا لا أقصد كل الرحمة. فرحمت آلله بالتاء مبسوطة وسعت كل شيء ، و عمت كل ذي روح، و لكنني أقصد الرحمة بالتاء الحزينة الضيقة المرتبطة بالميم المربوطة بحبل الفقر و الغلاء .
ليس عيبا زواج العلية ممن هم أقل .. أقل مالا طبعا و فرنسية و “إتيكيت”.. و لكن هناك أمور أخرى لم يجدها العلية في العلية: بعضا من الحلاوة و الحب القابل للبيع… و الدلع و الجمال… الذي لا تعدمه الطبقة “المقصحة” دون أن تسمع لها “أي”! إلا نادرا لصبرها صبر الجمل في صحراء المغرب .
ربما أن التقزز في كون زيجة الأب لم تكن مقصودة، لأن الإبن هو من جاء بها لتدليك أبيه لا زواجها منه!
و مماذا يتقزز الإبن ؟ فلو كانت “العاقسة” أمه تحسن التدليك لما تزوج الأب بالمدلكة!
لا تعرف أمه التدليك و لكن تعرف أين يباع العطر و المحفظة و الفستنان و قد بلغ من القيمة المضافة أكثر من راتب السلم 11 .. و لكنها خرقاء.. ناقصة ملح و دلع و غنج و رقة البلاشفة.
يحيا الشعب ما دام فيه الكثير من الحب و الدلع و الرقة و الحياة ،!!
لأن الكثير مسحوق مكسور كسيح ، ومع هؤلاء المكسورين تستمر الحياة، و تتعشش الحلاوة “إ!؟
و إذا أردت دليلا وجدته، و لك أن تسأل عن الذي جعل الأب و هو ممن بلغ ثريا الغنى ، أن يتزوج من المدلكة، لولا أن أتت بالحياة…!؟
أليس كذلك يا صاحبي ؟
فهكذا إذن خلق الله في المكسوحين ما ليس لدى الآخرين ، فينزل العلوي عند المسحوق ، ببحث عن الحب ، حتى إذا صعد المسحوق ، فقد لذة الحياة ، و عاد بدوره حيث كان، يبحث عن الدلع و الرقة و الحب و التدليك و الحياة لدى البلاشفة، و كأنهم صناع الفرجة.
الأهم ليس هذا كله ،
الأهم أن تعرف من أين جاء الأب بثروته؟
يقال و العهدة على القائل أنه من ظلم المكسوحين!
و عاد ليصرفها على المدلكة و هي من المكسوحين!
هل تتفق مع هذه الديمقراطيه أن تعود الأموال المسروقة إلى من تمت سرقتها منه ؟
شخصيا انا من المتفقين، فانظر أنت حالك و رايك!
هذه بضاعتنا ردت إلينا و قد أصبحت المدلكة منهم.. مع من هم فوق.. و قد دخلت دوائر الأمر و النهي بدعم و دفع من زوجها ، أطال آلله عمره و أطال أقدامه و أصابع يديه لكي يقع التدليك على أصابع و أقدام طويلة.. فيطول زمن التدليك،!
و كلما طال زمن التدليك، طالت النعمة.
و قد تأتي السيدة المدلكة بأخيها و أختها و امها و أبناء دربها القديم ليشتغلن لديها أو معها و تساهم بذلك في إنعاش الشغل و السهر على عمليات التدليك حينما تنتقل من مدلكة إلى رئيسة مديرة لمحلات التدليك و تأني بمدلكات أخريات من المدلكات الصغار المسحوقات ، ثم تقع مدلكة على من يبحث عن الحياة من العلية و تتسع الدائرة.
عفوا.. هناك من يثير بعض الضجيج الٱتي من شرفتي… إنها نسوة الدرب… بعضهن تصيح “كلنا غزلان..هيه… هيه..
كلنا غزلان….؟!
معذرة أيتها النسوة… انا سمعت عن قصة غزلان و لكنني لا اعرفها… و كل تشابه مع الاسماء أو الأحداث ، فمجرد صدفة
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه