Echo24.ma
تعلمنا من أحمد شوقي :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى….
هذه أمتنا فما بالها انتكست حتى يهب من الهمج الرعاع من يضرب معلمها…
ألم يفادي رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي أسرى بدر على تعليم أولاد الأنصار الكتابة. فكيف يحرر من قتل صحابة ر سول الله، بل أفضل الصحابة الذين يقال فيهم هذا بدري، بمجرد تعليم أطفال المسلمين القراءة و الكتابة…
أليست هذه رسالة من النبي عليه الصلاة يسوي فيها المقتول بظلام الجهل بالقتيل بحد السيف. وأن أحياء الجاهل بتعليمه القراءة و الكتابة مكفر عن قتل صحابي جليل.
أليس هذا ديننا ؟ فما بال ضباع الجهل حلت من قيودها و مرغت معلم الصبيان أمام أبنائه من تلامذته ! أليس هو من أحياهم من موات الجهل !
نلوذ بعفوك ربي أن تؤاخذنا بفعل السفهاء من بني جلدتنا فإنهم ليسوا من أهالينا ( إنه عمل غير صالح) .
فعلماؤنا علمونا على لسان ابراهيم النخعي أنه ( قال ” معلم الصبيان تستغفر له الملائكة في السماوات والدواب في الأرض والطيور في الهواء والحيتان في البحار ).
بهذه المناسبة الأليمة تعتذر جمعية أمهات و آباء و أولياء تلاميذ مدرسة فاطمة البرقادي لكل معلم عن هذا الفعل المشين الذي لا يمثل خلق أي أب منا…
علما من الجمعية أن هذه اللوثة أقل بكثير أن تحيد بكم عن طريق رسولكم و معلمكم فلكم فيه أسوة حسنة . فالمعلم الأكبر يوم الطائف لما غرروا به سفهاؤهم وهو يمشي عليه الصلاة والسلام على الأشواك تحت وابل من الحجارة غير حاقد و لا منتقم بل داعيا و مسامحا ومحتسبا إلى ربه ( “اللَّهمَّ إليك أشكو ضَعْف قوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على النَّاس، يا أرحم الرَّاحمين، أنتَ ربُّ المستضعفين وأنت ربِّي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجهَّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملَّكْتَه أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الَّذي أشرقَتْ له الظُّلمات، وصلحَ عليه أمر الدُّنيا والآخرة مِن أن تُنْزِل بي غضبك، أو يحلَّ عليَّ سخطك، لك العُتْبَى حتَّى ترضى، ولا حول ولا قوَّة إلا بك”.
هذا ظننا بكم وإذ نعتذر لكم فأنتم الكرام.
تدعوا جمعية أمهات و آباء و أولياء تلاميذ مدرسة فاطمة البرقادي كل الجمعيات لعقد يوم تواصلي تعتذر فيه للمعلمين
