Echo24.ma
رب ضارة نافعة، لم أفهم المغزى من هذا المثل، إلا حين كنت أبحث عن الكتب المترجمة الصادرة عن المركز الثقافي العربي، لأرصد الكتب التي ظهرت على أغلفتها اسماء المترجمين، فعثرت صدفة على عنوان مقال صادر عن جريدة الجريدة الكويتية بتاريخ2008/4/7، وهو بعنوان”جريمة من صنع المركز الثقافي العربي…المعجم الكافي يضع السم في دسم العربية” ولا أخفي أن هذا العنوان المؤثر دفعني إلى قراءة المقال الذي تعرض كاتبه إلى بعض الأخطاء المتعلقة بالمنهج، والصور التوضيحية، واللغة، وهي أخطاء الطبعة الأولى من هذا المعجم، وقد وعد كاتب المقال أن يقدم دراسة وافية عنها في مقال لاحق. وحين اطلعت على الجزء اليسير من تلك الأخطاء اللغوية التي تتعلق بالقواعد الأولى في الصرف، كقاعدة المنقوص، اقتنيت الطبعة الثانية من المعجم الكافي الذي ورد في ظهر غلافه أنها “طبعة مزيدة ومصححة” فلاحظت أن بعض الأخطاء القليلة التي أشار إليها كاتب المقال قد صححت، واكتشفت كما هائلا جدا من الأخطاء التي صنفتها في المقال الذي كتبته في هذا الموضوع، إلى أخطاء الإملاء والشكل، وأخطاء المعجم والدلالة ، وأخطاء الصرف، وأخطاء التركيب، وقد نشر الجزء الأول من هذا المقال اليوم في الملحق التربوي لجريدة العلم، وسينشر الجزء الثاني منه في الأسبوع القادم إن شاء الله.
لا يحدد”المختصون ” الذين ألفوا المعجم الكافي منهج تأليفه، والقراءة الأولى تدل على أنه يفتقر إلى أي منج، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، لأنهم تجاوزوا ذلك إلى العبث بقواعد اللغة العربية التي هجموا عليها هجمة شرسة، ورسخوا في أذهان طلابها أخطاء لا يحدها حصر ولاعد، وسأكتفي في هذا المقام بإيراد أمثلة قليلة من الأخطاء المصنفة:
الإملاء، إبتدأ، إبتدع…إستبداد، الإستفهام…. وهذا يدل على أن المختصين لا يميزون بين ألف الوصل وبين همزة القطع!َ!
الشكل،يضبط المختصون ياء المد بكسرة على الصوت الصامت، ويضعون سكونا على ياء المد ، فيكتبون، إبرِيْق، أبرِيْل… ويسلكون النهج نفسه في كتابة واو المد، ينبُوْع، أخدُوْد….
المعجم والدلالة، تسبح الكواكب في العراء!َ!
الصرف،الجذري مرض معدي
التركيب، يعتبر التاج كرمز للسلطة، تجتمع الأسرة لتزداد المودة بينهم.
وأشير إلى أن أخطاء المعجم الكافي كثيرة جدا، ومارصدته منها في المقال قليل جدا، هذا فضلا عن القصور في شرح المفردات، وعن عدم التمكن من انتقاء المادة المعجمية الصالحة للطلاب، وقد وردت في هذا المعجم صور توضيحية، يشوبها قصور شديد ، وتحمل في مضمونها معاني تؤثر تأثيرا سلبيا في قيم الطلاب المستهدفين بهذا المعجم الذي يجني عليهم جناية كبرى ، والذي يعد جريمة في حق اللغة العربية، لأن الطالب الذي يلوذ بالمعجم الكافي، يفترض فيه الصحة والمصداقية، وسأنشر مقالا ٱخر يتعلق بالصور التوضيحية في المعجم الكافي، لأبين القصور الشديد الذي تتسم به،والقيم السلبية التي تغرسها في نفوس المتعلمين.
نعيمة الواجيدي